بدو النقب

موضوع: بدو النقب الجمعة أبريل 16, 2010 11:42 am

شأنهم شأن الفلسطينيين في
الضفة الغربية وقطاع غزة، يعاني فلسطينيو "النقب" ويلات الاحتلال، وإن كان
الأمر مختلفا بالنسبة لهؤلاء، كون قضاياهم تكاد تكون منسية. ولم يبق من
عرب النقب بعد موجات الطرد والتهجير التي مارستها العصابات الإسرائيلية
قبل 1948 سوى 11 ألفا، في حين كان عددهم قبل ذلك 66 ألف نسمة.

وما
بين 1948 وحتى 1966، قامت إسرائيل بحصر هؤلاء في منطقة جغرافية محددة في
النقب أطلقت عليها إسرائيل تسمية منطقة "السياغ", وهي المنطقة التي قامت
إسرائيل بتجميع ما تبقى من بدو بداخلها وحالت دون عودتهم إلى أرضهم
وديارهم الأصلية حتى يومنا هذا.
ولم تدخر إسرائيل جهدا بعد عام 1948 وحتى اليوم إلا ومارسته ضد عرب النقب
بحسب ما يقول سكان المنطقة، مشيرين إلى أن حقبة الحكم العسكري الذي خضع له
عرب النقب تميزت باستيلاء إسرائيل على معظم أراضيهم، وتكثيف الاستيطان
اليهودي في المنطقة. وتكثف الاستيطان من خلال إعلان مناطق شاسعة في النقب
كمناطق عسكرية يحظر على العرب دخولها.
كان العرب يشكلون في 1948 الأكثرية في تلك المناطق، خصوصا منطقة النقب
الشمالي التي كانت تضم مدينة بئر السبع والمضارب البدوية المجاورة. وفي
1948احتلت العصابات الإسرائيلية مدينة بئر السبع وطردت جميع مواطنيها من
العرب. وتحولت المدينة العربية تدريجيا إلى أطلال وخراب، بسبب الإهمال
الإسرائيلي ومحو الآثار والمعالم العربية القديمة. وإلى جانب إغراق هذه
المدينة بملاه ليلية، ومتاحف، لم يسمح لمسلميها بإعادة افتتاح مسجدها
المغلق منذ 1948.

ويقول
الحاج جبر أبو كف من وجهاء النقب إن الأوضاع صعبة جدا و"حكومة إسرائيل
ترفض إعطاءنا أبسط حقوقنا فهل يعقل أننا لا نزال نعيش في ظل الأمراض وعدم
الاهتمام وتدني الخدمات الصحية والتعليمية"، متسائلا "أين الديمقراطية
التي تدعيها إسرائيل". ويشدد الحاج أبوكف "مهما حاولوا ان يهجرونا فلن
نخرج".من جهته يحكي إبراهيم الحواجرة عن المعاناة التي يعيشها هو وأسرته
بقوله "لا نملك الآن أي وثيقة تثبت ملكيتنا لأرضنا في النقب حيث أن أصولنا
تعود إلى قرية الحسا أو ما تسمى الجمامة وهي الآن تسمى (موشاف حتساف).
تتكون أسرة حرب الحواجرة من 10 أفراد، لكن نصيبهم من الأرض يبلغ دونما
واحدا يقيمون فيه غرفتين ومطبخ، غرفة لحرب وزوجته، وغرفة للأولاد. ومنذ
ولادته، يسكن الحاج سالم الرماق في منطقة التَّهمة، ولا يعرف وزوجتيه
مكانا سواها. يروي الحاج سالم معاناته في هذه المنطقة، وآخرها ما تعرض له
من مشاكل ومعاناة "كان الحدث وقت آذان المغرب عندما جاء مفتش سلطة حماية
الطبيعة إلى بيتنا وهو يزمجر غاضبا، لأننا نشرب الماء من إحدى العيون في
المنطقة ونسقي منها مواشينا. كان غاضبا لأن الماء مخصص حسب رأيه "للصيد"
أي لحيوانات المنطقة، وقال لنا: إذا أردتم أن تشربوا الماء إذهبوا إلى بئر
هدّاج"!ويضيف: "صال المفتش وجال، ثم قام بسكب برميل الماء أمام بيتنا. أما
زوجتي العجوز التي حاولت منعه، فدفع بها إلى الأرض، مما أدى إلى إصابتها
برضوض في يدها ورجلها، كما صادروا براميل المياه التي جلبتها ابنتي من عين
القطار التي نشرب منها منذ ان ولدت في المنطقة".ويتابع :" توجهنا إليهم
مرة أخرى فطلبوا منا أن نثبت أننا نسكن في تلك المنطقة حتى يكون بإمكانهم
تقديم الشكوى. حينها توجهنا إلى شرطة البلدات في مفرق السقاطي، وقدمنا
شكوى ضد مفتش سلطة حماية الطبيعة".وقال الشاب عيد السعود (36 عاما) وهو من
سكان "عبده": "أنا أطلقت إبلي (16) لترعى، ثم كعادة السكان في المنطقة
ذهبت لأبحث عنها فيما بعد. لكنني لم أعثر لها على أثر، إلا بعد شهرين،
عندما وجدتها مقتولة ومدفونة في التراب، ولا يبرز من التراب سوى بعير
واحد".وتابع :" ذهلت لهذا المشهد الأليم، وتوجهت إلى شرطة متسبيه ريمون
لمعالجة الشكوى، التي لا تزال على ما يبدو مقيدة ضد مجهول حتى الآن".

ويبلغ
عدد القرى "غير المعترف بها" في النقب 45 قرية يقطنها ما يقارب الـ 75
ألفا من عرب النقب وحسب الإحصاءات تبلغ مساحة الأرض بحوزة سكان هذه القرى
أكثر من 180 ألف دونم, تفتقر إلى الحد الأدنى من البنية التحتية مثل
الكهرباء والهواتف والمجاري والشوارع والعيادات الصحية إضافة للنقص الكبير
في المدارس ومياه الشرب.
وتعيش أكثر هذه القرى حياة القرون الوسطى داخل إسرائيل. وتعاني من البطالة
والفقر بشكل مأساوي، حسب ما يقول السكان، الذين يصرون على الصمود والتمسك
بالأرض ويرفضون الإغراءات الإسرائيلية والأساليب الإسرائيلية التي تحاصر
هذه القرى اقتصاديا وإنسانيا حتى تجبر سكانها على الرحيل إلى مشاريع
التوطين.
ويشير السكان إلى أن إسرائيل تمارس أساليب وضغوطا, وتختبئ وراء قوانين
البناء والترخيص في عملية هدم بيوت عرب القرى غير المعترف بها، بحجة أنها
غير مرخصة. وأصدرت الحكومة الإسرائيلية أوامر هدم تقضي بإزالة عشرات
الآلاف من البيوت. وتم هدم بيوت بالفعل. وأرفقت الحكومة الإسرائيلية في
2004 قرار "طرد غزاة الأرض في النقب", ما يعني طرد عرب النقب.

وتقوم
إسرائيل بحرث مزارع البدو في النقب وترش المحاصيل الزراعية بالمواد
الكيماوية بهدف إبادة الزرع. وقامت في 2005 برش آلاف الدونمات من الأراضي
المزروعة، ويقول السكان إنهم يستنشقون مواد سامة جراء رش المحاصيل. ويقوم
الإسرائيليون بترك مياه المجاري القادمة من مستوطنات إسرائيلية لتنساب إلى
داخل القرى العربية هناك.
وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى العربية غير المعترف بها في النقب، حسين
الرفايعة لـ"العربية.نت" إن ما يجري هو "أخطر مخطط وضعته السلطات
الإسرائيلية بخصوصنا لأنه يتحدث عن ترحيلنا بالقوة عن أراضينا". وهذا يعني
بحسبه أن قوات الأمن الإسرائيلية "ستحملنا على السيارات وترحلنا عن
أراضينا".
ورفض الرفايعة مقارنة عرب النقب "سكان البلاد الأصليين" بالمستوطنين في
القطاع، مضيفا أن مخطط تطوير النقب والجليل الذي بادر إليه رئيس الوزراء
الإسرائيلي السابق ارييل شارون مقابل خطة فك الارتباط من قطاع غزة "كان
تمهيدا لتنفيذ مخطط ترحيلنا عن أراضينا".
وقال "لا تخفي السلطات الإسرائيلية خطة جلب مليون يهودي لإسكانهم في النقب
على حسابنا في إطار مخطط تطوير النقب". ورأى أن القضية الأساسية في هذا
السياق هي قضية الأرض التي عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ نشوء
دولة إسرائيل على سلبها ومصادرتها.

وقال
الرفايعة إن عرب النقب كانوا يملكون 12 مليون دونم قبل 1948 وقد صادرت
السلطات الإسرائيلية الغالبية العظمى من هذه الأراضي وتم نقل قسم من عرب
النقب إلى مناطق في الجليل والمثلث والضفة الغربية ومنطقة القدس الشرقية
إضافة إلى نزوح الغالبية في حرب 1948 ليصبحوا لاجئين في الدول العربية.
وأشار إلى أن تلك الأراضي لم تكن مقيدة بأسمائهم بشكل رسمي قبل 1948 لعدم
الحاجة لمثل تلك الإجراءات قبل ذلك التاريخ.
في 1970 سمحت السلطات الإسرائيلية لعرب النقب بتقديم "طلب ملكية" لتسجيل
أراضيهم، لكن الحكومات الإسرائيلية لم تول الأمر أي اهتمام، وراحت تسن
قوانين غايتها الاستيلاء على المزيد من الأراضي بحسب الرفايعة.
ويبلغ عدد سكان القرى غير المعترف بها في النقب 85 ألف نسمة يعيشون ضمن
مساحة لا تزيد عن 180 ألف دونم فقط.واعترفت الحكومة الإسرائيلية أخيرا
بثماني قرى في النقب وأطلقت عليها أسماء عبرية. وحذر الرفايعة من أنه في
حال تنفيذ المخطط الداعي لترحيل 40 ألفا عن أراضيهم فإن "التنبؤات حول
انتفاضة في النقب ستتحقق لأننا سندافع عن أراضينا بكل ما لدينا من قوة
وستقع مصيبة في النقب".

ويعقب
الكاتب والمختص بقضايا النقب د.شكري الهزيل على محاولات التهجير قائلا:
"إسرائيل تريد أن تقول للعالم زورا إن المستوطنين في غزة كانوا عقبه أمام
السلام وقمنا بإخلائهم من هناك، وعرب النقب يشكلون عقبة أمام خطة تطوير
النقب والجليل المدعومة أمريكيا وسنقوم بإخلائهم كما فعلنا مع المستوطنين
في غزة"،ويضيف أن وضع عرب النقب على أرضهم وفي قراهم لا يقارن بوضع
المستوطنين في غزة والضفة.
من جهته قال بيان للمجلس الإقليمي في القرى غير المعترف بها إن"أرضنا في
خطر"، ووجه نداء عاجلا دعا فيه إلى التحرك الجماهيري لصد خطة مجلس الأمن
القومي الإسرائيلي.
وجاء في البيان "نتوجه إليكم بهذا النداء العاجل، لرص الصفوف، كي نتجنب
دمارنا وهلاكنا، وكي نحمي أرضنا وبيوتنا، ولنسمع صوتنا ضد ترحيلنا
وتهجيرنا، ولنبني بيوتنا بأمان ولتبقى عزتنا وكرامتنا ما حيينا، وكما يقال
قوتنا بوحدتنا، لندحر المخططات الغاشمة الهادفة لاقتلاعنا من أرضنا".
ومضى للقول "إننا في المجلس الإقليمي نتابع التطورات كبيرها وصغيرها بخصوص
مخططات الدولة، ومخططات السلطات تجاهنا، وقد قمنا بحملة إعلامية واسعة
النطاق ضد خطة الترحيل والترانسفير التي وضعها مجلس الأمن القومي
الإسرائيلي، وهي من أخطر الخطط التي وضعتها الحكومة مؤخرا، وتعتبرنا الخطة
غزاة لأرض الدولة ولا تعترف بحقنا بالأرض، وبنيت على أساس التعويض البسيط
والقوة".

المرجع : قناة العربية الفضائية

موضوع: رد: بدو النقب الخميس مايو 06, 2010 4:21 am

غض الطرف فأنت من نمير = لا كعب بلغت ولا كلاااااااااااب ؟

موضوع: رد: بدو النقب الجمعة مايو 07, 2010 11:20 am

مو شايف مناسبه انه الاخ الكريم بوضع هذا البيت هنا
علما بان البيت يقول انك من نمير وليس فانت من نمير